و الصلاة و السلام على أشــرف المــرسليـن ..
الحمـد لله وحده نحمده و نشكره و نستعـينه و نستـغفره و نعـود بالله
مـن شـرور أنـفسنا و من سيـئات أعمالنا .. من يـهده الله فلا مظل لـه و مـن يظـلل فلن تـجد له ولياً
مرشدا ..و أشـهد ألا إلاه إلا الله وحده لا شريك له و أشهد أن محــمداً عبده و رسـوله صــلى الله عليه و
سلم و على آله و صحبه أجمعين و من تبعهم بإحسـان إلى يوم الدين ..ربنا لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم
الـخـبــيـر .. ربـنـا لا فــهم لـنا إلا ما فهــمتنا إنــك أنـت الجــواد الـكـريـم .
ربـي اشرح لي صــدري و يســر لي أمــري و احــلل عقــدة من لســاني يفقــهوا قــولي ..
فإن أصــدق الحــديث كــتاب الله تعــالى و خير الــهدي هــديُ محمد صلى الله عليه و سلم ..
و شــر الأمــور مــحدثــاتها و كــل محــدثة بدعة و كل بدعـة ظـلالة و كل ظـلالة فــي النار ..
فاللــهم أجــرنا و قــنا عذابــها برحمتــك يا أرحــم الراحميــن
وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِن يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُّسَنَّدَةٌ
يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ}
النفاق
يا الله وما أدراكم إخوتى
( أعاذنى الله وإياكم من أن نكون من أهله وشيعته ) ما النفاق؟؟
إنه.... الداء العضال الذى ينخر فى اسس المجتمعات والإمم
إنه.... الإنحراف الأخلاقى والدينى لدى افراد إنهارت عقائدهم
وباعوا أنفسهم للشيطان بأبخس الاثمان
إنه.... اظهار الخير وإبطان الحقد والكره والشر
وما أخطر تأثير وأثر هؤلاء على المجتمع
فمن يظهر كفره وحقده للإسلام علانية يعلم الكل بأمره
ويحذر منه ويحاربه ان هو تمادى فى ذلك
ولكن كيف باناسا تعجبك أجسامهم .....
لأنهم يبدون من خيرة الناس وأحسنهم شكلا وهيئة ومظهرا
من يراهم لا يظن به إلا خيرا
وان يقولوا ويتحدثوا معك او أمام الناس....
ماااشاء الله... فصاحة فى الخطاب ولباقة فى الحديث والكلام
يجذبون من يخاطبونه بكلامهم وقد يسلبونه لبه بحديثهم
فيسمع ويعجب بقولهم
او كما يصفهم الملك فى سورة خاصة بهم
( وما ذلك الا إشارة لعظم خطرهم على المجتمع)
فيقول الملك مخاطبا رسوله وحبيبه المصطفى صلوات ربى وسلامه عليه ....
يا محمد..اذا رأيت المنافقين تعجبك أجسامهم وإن تكلموا تسمع لحديثهم وقولهم
ولكنهم كالخشب المسندة
يا الله... يا الله
ما أعظم التشبية القرانى البليغ..... وما أروع الوصف الربانى لهؤلاء المنافقين
فهم كالاخشاب اليابسة المقطوعة التى لا جذر لها ولا أساس ولا فروع
بل هم خشب مقطوعة الاساس مسندة خشية أن تقع
لأنها لا تقوى على الوقوف بمفردها ...
فهى خاوية من الحق الذى يثبتها ويجعلها ثابتة
بل انها تركن الى الخداع والباطل والأكاذيب والحجج الواهية
التى سرعان ما تسقط عنها وتسقطها معها فى الدرك الاسفل
حيث مكان المنافقين الحقيقى
(ان المنافقين فى الدرك الأسفل من النار)
يا الله رحماك يا إلهى
وهم يستحقون ذلك عن جدارة
لأنهم خلطوا بالكفر تمويها وتدليسا، وبالشرك استهزاء وخداعا،
فلك اخى ان تتخيل وتتأمل المنافق وتكوينه وأثره
فهو طبخة شيطانية مركبة من جبن شديد،
وطمع بالمنافع الدنيوية العاجلة، وجحود للحق، وكذب..
ولك أن تتخيل ما ينتج عن خليط كهذا!!.
ونتيجة لأنهم يعلمون جيدا أنهم منافقين وعلى خطأ ويدركون حقيقة أمرهم
لذا يتوقعون العقاب من الله فى اى وقت
ويتوقعون دوما كشف أمرهم وإنفضاح قولهم
لذا يحسبون ويظنون ان كل صيحة او امر جلل هم المقصودون والمعنيون به
فكلما وقع أمر أو خوف، يعتقدون لجبنهم أنه نازل بهم، كما قال تعالى:
{فإذا جاء الخوف رأيتهم ينظرون إليك تدور أعينهم كالذي يغشى عليه من الموت}
سبحان الله
ما اضعف الكفر عندما يعلم صاحبه بحقيقته
وما اقسى عذاب النفس وهى تحيا فى رعب وخوف دائم طوال الوقت
وما أعجب الانسان الذى يمنعه غروره وكبره وحقده من أن يعترف بالحق
الذى يوقن به فى نفسه
سبحان المللك
لذا قال سبحانه
{هم العدو فاحذرهم قاتلهم اللّه أنّى يؤفكون}.
يا محمد هؤلاء هم أعدائكم فأحذر منهم ولا تصدق أكاذيبهم وكلامهم
فالله لهم بالمرصاد أينما ذهبوا وأينما توجهوه
فمن يقاتلهم انما هو الملك الجبار
فالى أين يفرون منه؟
انهم تحدوا الملك وتجروء عليه سر وعلانية بتبجح رهيب
وبدون حياء او خشية او حتى ندم
ظنا منهم انهم يخدعون الله والمؤمنون
ولكن الله هو خادعهم
فانما يمهلهم ليضيعوا اعمارهم هباء منثورا
سبحان الله ....
كيف لبشر ان يحتملوا ان يحاربهم الله؟؟؟
كيف لبشر يستطيعون الحياة وعليهم غضب ولعنة من الله؟؟؟؟
يا اخوتى
فليراجع كل منا قلبه
وليمسك كل منا لسانه
ولا ينطق الا بما فى قلبه من حق
فالامر جد خطير
والعقاب جد مؤلم
والغضب من الله جد واقع